الزواج طموح بالسعادة يسعى الزوجان من خلال ارتباطهما معاً إلى تحقيقه على أرض الواقع، ذلك أن الحياة دون زواج معناها القلق والشعور بالوحدة والحرمان.
فالحياة المشتركة في ظلال الزواج توفر شعوراً عميقاً بالاستقرار، غير أن الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين وسعي أحدهما أو كلاهما إلى فرض نفسه ومحاولة السيطرة على الآخر يؤدي إلى فشل هذه المؤسسة ومن ثم انتفاء الثمار المتوخاة من ورائها.
إن فشل الزواج لا يعني فشل مشروع اجتماعي فحسب، بل يؤدي إلى إخفاق إنساني أيضاً يحوّل الرجل والمرأة إلى مجرد هيكلين ميتين تحركهما أمواج الحياة؛ ربما يعيش الزوجان في أيامهما الأولى مشاعر السعادة ذلك أنهما ما يزالان يعيشان رؤاهما وأحلامهما ولكن وبعد أن تمر الأيام وبسبب تصادمهما لسبب أو آخر تظهر بعض الإنحرافات وتتحول تلك الجنة الصغيرة إلى جحيم لا يطاق.
وعندما يكون الإنسان جاهلاً فإن بإمكانه أن يحوّل جو الأسرة الهادئ إلى مسرح رهيب مليء بالمرارة واليأس، يفقد الإنسان خلالها إقباله على الحياة بل وحتّى ميله للطعام ويحول المنزل إلى مكان يضم أناساً غرباء منسحبين على أنفسهم يعالجون أحزانهم ويعيشون معاناتهم.